لم تكشف أحداث الداخلية عن بلطجة الحكومة فقط , بل كشفت أيضا عن سذاجة الشارع الأردني أيضاً , فبعد احداث الداخلية وبعد أن تعرضت لثلاثة هروات على رأسي لينشأ رأس جانبي أخر لي , ناهيك عن التدعيس والترفيش ,
برز سؤال كثيرا ما تردد على مسامعي من الناس وأخيرا اليوم من أحد طلبتي الأعزاء .ففي داخل الحصة وبينما أنا منهمك في شرح درس تمدد الغازات والقانون العام للغازات ,فاذا بصديقي يرفع يده ليسأ ل , وبعد كلمة تفضل ,يصعقني بسؤال : أستاذ انت كنت مع الموالين والمنتميين للأردن ولا مع الي بطالبوا بالاصلاح ؟!!!!
بعد صمت لاحظات وبعد أن نظرت مرات عدة على السبورة , خوفاً من أني كنت أقوم بشرح مطالبنا ومناقشة الحراك الشعبي في الأردن دون انتباه , فسارع صديقنا بأنه سؤال يراوده …فبدأت بالضحك قليلا …فاستغرب من ضحكي .
فقلت له يا أستاذ هل من يطالب بالاصلاح ومحاربة الفاسدين ووقف خصخصة الدولة هو غير منتمي للبلد ؟!!!! وهل الانتماء هو صفة حصرية لمن نزل للشارع من الزعران وبدأ باطلاق النار على الدوار ؟!!!
صمت صديقنا قليلاً وقال : يا استاذي هذا ما يقوله التلفاز .
فأجبته وكلي حسرة نعم يا أستاذ نحن منتمون للوطن لذلك خرجنا أمس أمام الدوار الرابع رافعين شعار ” نعم للفساد ” ونعم لتدخل المخابرات بكل مفاصل الدولة ونعم للهروات كأسلوب حوار .
فعلاً يا أصدقاء هي كما اختاروها الرفاق باعتصمهم بالأمس حقيقة سوداء …..لأننا أصبحنا منبوذون بالمجتمع لأننا طالبنا بالاصلاح ….فنعم للفساد والمفسدين .
وتحياتي لمن دمر حياتي …
دمتم بخير